نظمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، بالتعاون مع حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا «يكيتي» والهيئة القانونية الكردية، وقفة تضامنية في العاصمة النمساوية فيينا اليوم (الثلاثاء)، بمناسبة اليوم العالمي للعمال تضامنا مع عمال بناء إنشاءات كأس العالم في قطر لعام 2022 والعمال الأكراد وغيرهم في مدينة عفرين السورية، الذين تدهورت أوضاعهم المادية والمعيشية جراء عملية غصن الزيتون التي شنتها القوات التركية بمشاركة فصائل المعارضة السورية المسلحة، والموضوع جلهم على قوائم المنظمات الإرهابية، معتبرين أن أوضاع العمال المأساوية في كلا البلدين فضيحة يجب عدم السكوت عنها، مشيرين إلى أن أوضاع العمال الأجانب في قطر متدهورة وسيئة للغاية من جميع الجوانب.
وأكد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا عبدالرحمن نوفل أن السياسة التي تنتهجها السلطات القطرية بحق هذه الفئة المظلومة يجب فضحها أمام المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن قطر تدعي طوال الوقت أنها تحترم مبادئ حقوق الإنسان، وهي بالمقابل تنتهك حقوق العمال.
وزاد: «أوضاع العمال المادية الصعبة في بلادهم دفعتهم للسفر إلى دولة قطر والهروب من جحيم الفقر، واللجوء إلى جحيم الاستغلال والاضطهاد، إن المنظمة تضع هذه القضية في أولويات برامجها ونشاطاتها الحقوقية الرامية إلى تعزيز مبادئ حقوق الإنسان بغض الطرف عن عرق والديانة، الإنسان هو شقيق الإنسان».
من جهته، أشار عضو اللجنة الفرعية لحزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سورية سيامند حسن إلى أن أحوال عمال مدينة عفرين ليست بأقل ضرر من أحوال العمال في قطر، لافتاً إلى تدهور أوضاعهم المعيشية جراء قصف طيران الدولة التركية للمنشآت الصناعية والزراعية والبنية التحتية في مدينة عفرين وريفها،. وأضاف: «تسبب القصف الهمجي لفقدان آلاف العمال والفلاحين العفرينيين لوظائفهم ومصدر رزقهم علاوة على فقدان الكثير منهم لحياته، مدينة عفرين التي كانت تمتاز بالأمان والاستقرار إلى حد مقبول في ظل القتل السوري والحرب الطاحنة في البلاد تتعرض إلى أبشع أنواع الإرهاب الإخواني من قتل وتصفية وتهجير ما يقارب النصف مليون مواطن كردي سوري من مدينة عفرين، واستجلاب المهجرين من الغوطة وإسكانهم بيوت الكرد في عملية تغيير ديموغرافي بشع لنسيج مدينة عفرين الكردية السورية. السكان العالقون على حدود منطقة عفرين لا يسمح لهم الدخول إلى بيوتهم بحجة وجود ألغام، ومن يصر على الدخول يتم تصفيته وقتله مباشرة بحجة التعامل مع الأحزاب الكردية».
ووضع المتظاهرون عريضة ورقية تجمع توقيعات المتضامنين مع العمال تتنقل في عواصم أوروبية مختلفة لجمع أكبر عدد من التوقيعات المؤيدة والمتضامنة مع هذه القضية الإنسانية التي تحظى باهتمام كبير من المنظمات المشاركة في هذه الندوة.
وطالبت العريضة الورقية، الاتحاد العالمي لكرة القدم «فيفا» بسحب بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ من قطر، وطالبت أيضا من هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان وحقوق العمال بفرض عقوبات على قطر، وتدخل هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان وحقوق العمال لحماية العمال والشعب الكردي من الظلم والاستغلال من قبل النظام التركي.
ونصت العريضة على تضامن منظمات المجتمع المدني وكل إنسان مؤمن بمنظومة الدفاع عن حقوق الإنسان مع جميع العمال على وجه الأرض، وتحديدا مع من يتعرضون للعنف والاضطهاد ويواجهون الصعوبات والتحديات الراهنة من أجل توفير قوت عيشهم.
وأشارت العريضة إلى تعرض عمال إنشاءات كأس العالم ٢٠٢٢ لصعوبات أثناء تأديتهم عملهم من نواحٍ متعددة، كالأجور المتدنية، والسكن السيئ، والعمل لساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة، وبالمقابل يحرم الكثير من هؤلاء من السفر لزيارة ذويهم والعودة إلى بلادهم من خلال سحب جوازات سفرهم وإجبارهم على إكمال هذا العمل غير العادل، إضافة إلى المخاطر التي يواجهونها أثناء تأدية عملهم في مبان شاهقة، مشيرة إلى أنهم لم يحصلوا على دورات مسبقة لتمكينهم من مزاولة هذا العمل، فأوضاعهم المادية الصعبة في بلادهم الأصلية دفعتهم إلى السفر والعمل.
وأشارت العريضة إلى وفاة نحو 1200 عامل -حسب تقارير حقوقية- وأن حالات الوفاة ستهدد حتى إنهاء تلك المشاريع .
ونوهت العريضة إلى المأساة التي يتعرض لها العمال في قطر تبدأ من بلدانهم، حيث تستغل مكاتب العمل حلم عشرات الآلاف من العمال الفقراء في الاستفادة من فرص العمل التي تحتاجها دولة قطر لتنفيذ مشروع 2022، تلك من خلال فرض رسوم خيالية عليهم إلى 4300 دولار للفرد الواحد، ما يجعل البعض منهم مضطرا إلى رهن بيوتهم أو الاستقرار بمعدلات الفائدة المرتفعة، وما أن يصل العامل إلى دولة قطر حتى يتبدد حلمه الوردي، ويتفاجأ أن الراتب الذي وعد به قبل سفره ليس إلا نصف راتب، ولا خيار له إلا العمل في ظل شروط لا إنسانية تضعها الشركات وأصحاب العمل.
وأشارت العريضة إلى تضامن المنظمة العربية لحقوق الإنسان مع العمال في عفرين في يوم العمال العالمي، بعد أن سببت لهم هذه الحرب خسائر جسدية ومادية نتجت عن القصف العشوائي على المنشآت الصناعية وعلى المستشفيات، لافتة إلى أن من بين هؤلاء العمال من قتل ومنهم من اضطر إلى النزوح إلى مناطق خارج النزاعات ومن اخرج بالقوة من المدينة.
وأشارت العريضة إلى أن العمال في عفرين تدهورت أوضاعهم من جميع النواحي ماديا ونفسيا واجتماعيا، فالقصف شرد وقتل الكثير منهم ومن اسرهم، لافتة إلى أنهم يعيشون في أوضاع صعبة بعيدا عن مدينتهم، وعن أعمالهم، مشددة على ضرورة التضامن مع هؤلاء الضحايا، وتسليط الضوء على هذه القضية.